الدرس السادس عشر
الاحتلال الفرنسي لمراكش ( 2 )
خامسا – ازمة اغادير عام 1911 :
اثار الاحتلال الاجنبي لمراكش المانية فاحتجت و طالبت بالتعويض و هددت بارسالها سفينة حربية الى سواحل اغادير حيث كانت نتيجة اطماع المانية نحو منطقة السوس في جنوب مراكش و انتهت هذه الازمة عام 1911 باتفاق بيت الدولتين اعطت بمجبه فرنسا الى المانية قطعة كبيرة من مستعمرتها في الكونغو مقابل اطلاق يد فرنسا في مراكش و امكان وضعها تحت الحماية الفرنسية و فعلا اعلنت فرنسا وضع مراكش تحت الحماية
سادسا – فرض الحماية :
معاهدة الحماية عام 1912 :
بعد ان ضمنت فرنسا التاييد الدولي لاحتلالها مراكش فرضت على السلطان عبد الحفيظ معاهدة الحماية عام 1912 و من بنودها :
1- اتفاق الحكومتين على اجراء اصلاحات شاملة ( ادارية و قضائية و اقتصادية و مالية و عسكرية ) و التي ترى فرنسا فائدة في اجرائها مع المحافظة على الحالة الدينية و احترام ممارسة الشعائر و المؤسسات الدينية
2- الموافقة على احتلال فرنسا لاي جزء من المغرب تراه ضروريا لحفظ الامن و سلامة التجارة
3- تتعهد فرنسا بحماية السلطان و عرشه و خلفائه و بلاده من أي خطر يهددهم
4- يتعهد السلطان باصدار القوانيين و التدابير التي تقترحها فرنسا
5- يقوم ممثلو فرنسا برعاية مصالح مراكش في الخارج
6- الاتفاق على اعادة تنظيم مالية المغرب و ضمان تسديد الديةن الاجنبية
7- يتعهد السلطان بعدم عقد أي اتفاق او قرض مع أي دولة دون موافقة فرنسا
سابعا : تقسيم المغرب :
اتفقت الدول الاستعمارية و في مقدمتها فرنسا و اسبانية و انكلترا على تقسيم المغرب الى ثلاثة اقسام هي :
1- منطقة النفوذ الاسباني و تشمل الريف و عاصمته تطوان و منطقة افني
2- منطقة النفوذ الفرنسي و تشمل بقية مناطق المغرب و قد انتزعت منها فرنسا بعض الاجزاء و ضمتها الى مستعمراتها المجاورة في غربي افريقية
3- منطقة طنجة و جعلت دولية لاهمية موقعها عند مدخل مضيق جبل طارق و قد تاخر وضع نظام دولي لها حتى عام 1923 بسبب ظروف الحرب العالمية الاولى و تشترك في الاشراف على طنجة كل من فرنسا و اسبانية و انكلترا و مندوب عن سلطان المغرب و لطنجة مجلس تشريعي و حاكم عام فرنسي له معاونان اسباني و انكليزي
ثامنا – المقاومة الوطنية : كانت حركات المقاومة في المغرب عنيفة و استمر معظمها لسنوات طويلة وقد ساعدت على قيامها و استمرارها طبيعة البلاد و طبيعة سكانها الذين تعودوا المحافظة على حريتهم و استقلالهم و من اهم تلك الثورات :
1- ثورة فاس عام 1912 : و قد انفجرت على اثر فرض الحماية و بدات في مدينة فاس على ايدي جنود مغاربة قتلوا ضباطهم الفرنسيين و انضمت اليهم جموع الشعب و شكلت ثورتهم خطرا على الوجود الفرنسي في المغرب حيث انتشرت من فاس روح الثورة في المناطق المجاورة و على الرغم من دخول القوات الفرنسية مدينة فاس الا ان الثورة امتدت بين بعض القبائل التي حاصرت فاس و تولى المقيم العام المارشال ليوتي مهمة قمع هذه الثورة و حاول استرضاء السكان و الغى الغرامات المفروضة عليهم و قد دفعت هذه الثورة بالسلطان عبد الحفيظ الى الانتقال من فاس الى الرباط ليكون بحماية الفرنسيين ثم وجد نفسه مضطرا للتنازل عن العرش لاخيه يوسف في العام نفسه
2- ثورة منطقة تافيلالت : و هي في الجنوب الشرقي من مراكش و احدى مناطق المقاومة و قد تزعم الثورة احد الاشراف و هو السيد السملالي و قد ايدته قبيلة ( اية عطا ) البربرية و تجنب الفرنسيون التوغل في هذه المنطقة الصحراوية الى ما بعد الحرب العالمية الاولى حيث دخلت قواتهم و استولت على الواحات بين عامي 1902 – 1904 حصلت اسبانية على الاعتراف بحقها في المنطقة الشمالية أي الريف المراكشي فبدات بترسيخ اقدامها و التوسع لغزو الريف انطلاقا من مليلة و سبتة فانبرى لمقاومتها بطل الريف الاول محمد امزيان و كبد الاسبان خسائر فادحة عام 1909 قدرت بعشرة الاف قتيل
و في عام 1911 حاول الاسبان التوغل داخلا لاحتلال مدينة تطوان فحمل لواء المقاومة احمد بن محمد الرسولي و احرز عليهم انتصارات واسعة جعلتهم يعقدون معه هدنة خلال سنوات الحرب العالمية الاولى لتامين سلامة قواتهم و طرق مواصلاتهم و تسلم لواء المقاومة بعد ذلك بطل الريف الامير محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي سياتي الحديث عنه فيما بعد
تاسعا – سياسة فرنسا في مراكش :
اتبعت فرنسا سياسة ا ستعمارية في مراكش تشبه مثيلتها في تونس و الجزائر فهي تقوم بالسيطرة على اقتصاد البلاد المستعمرة و نهب خيراتها و افقار سكانها و اغتصاب اراضيها الزراعية و منحها للمهاجرين الفرنسيين و نشر الجهل بين ابنائها باهال التعليم و الاهتمام بنشر اللغة الفرنسية و ثقافتها كما اهملت الصحة و عملت على اثارة التفرقة بين عنصري السكان من العرب و البربر
أسئلة الدرس 16
1- تحدث عن أزمة أغادير عام 1911 م و كيف كانت نهايتها ؟
اثار الاحتلال الاجنبي لمراكش المانية فاحتجت و طالبت بالتعويض و هددت بارسالها سفينة حربية الى سواحل اغادير حيث كانت نتيجة اطماع المانية نحو منطقة السوس في جنوب مراكش و انتهت هذه الازمة عام 1911 باتفاق بيت الدولتين اعطت بمجبه فرنسا الى المانية قطعة كبيرة من مستعمرتها في الكونغو مقابل اطلاق يد فرنسا في مراكش و امكان وضعها تحت الحماية الفرنسية و فعلا اعلنت فرنسا وضع مراكش تحت الحماية
2- ما مضمون معاهدة الحماية الفرنسية على مراكش عام 1912 م ؟
بعد ان ضمنت فرنسا التاييد الدولي لاحتلالها مراكش فرضت على السلطان عبد الحفيظ معاهدة الحماية عام 1912 و من بنودها :
1- اتفاق الحكومتين على اجراء اصلاحات شاملة ( ادارية و قضائية و اقتصادية و مالية و عسكرية ) و التي ترى فرنسا فائدة في اجرائها مع المحافظة على الحالة الدينية و احترام ممارسة الشعائر و المؤسسات الدينية
2- الموافقة على احتلال فرنسا لاي جزء من المغرب تراه ضروريا لحفظ الامن و سلامة التجارة
3- تتعهد فرنسا بحماية السلطان و عرشه و خلفائه و بلاده من أي خطر يهددهم
4- يتعهد السلطان باصدار القوانيين و التدابير التي تقترحها فرنسا
5- يقوم ممثلو فرنسا برعاية مصالح مراكش في الخارج
6- الاتفاق على اعادة تنظيم مالية المغرب و ضمان تسديد الديةن الاجنبية
7- يتعهد السلطان بعدم عقد أي اتفاق او قرض مع أي دولة دون موافقة فرنسا
3- ما أهمية ثورة فاس عام 1912 م و خطورتها ؟
انفجرت على اثر فرض الحماية و بدات في مدينة فاس على ايدي جنود مغاربة قتلوا ضباطهم الفرنسيين و انضمت اليهم جموع الشعب و شكلت ثورتهم خطرا على الوجود الفرنسي في المغرب حيث انتشرت من فاس روح الثورة في المناطق المجاورة و على الرغم من دخول القوات الفرنسية مدينة فاس الا ان الثورة امتدت بين بعض القبائل التي حاصرت فاس و تولى المقيم العام المارشال ليوتي مهمة قمع هذه الثورة و حاول استرضاء السكان و الغى الغرامات المفروضة عليهم و قد دفعت هذه الثورة بالسلطان عبد الحفيظ الى الانتقال من فاس الى الرباط ليكون بحماية الفرنسيين ثم وجد نفسه مضطرا للتنازل عن العرش لاخيه يوسف في العام نفسه
4- ما سياسة فرنسا في مراكش بعد الاحتلال ؟
اتبعت فرنسا سياسة ا ستعمارية في مراكش تشبه مثيلتها في تونس و الجزائر فهي تقوم بالسيطرة على اقتصاد البلاد المستعمرة و نهب خيراتها و افقار سكانها و اغتصاب اراضيها الزراعية و منحها للمهاجرين الفرنسيين و نشر الجهل بين ابنائها باهال التعليم و الاهتمام بنشر اللغة الفرنسية و ثقافتها كما اهملت الصحة و عملت على اثارة التفرقة بين عنصري السكان من العرب و البربر
________________________________
الدرس السابع عشر
الاحتلال الإيطالي لليبية عام 1911 م
السبب البعيد للاحتلال :
خضعت ليبية للحكم العثماني عام 1551 و عاد الحكم العثماني المباشر اليها بعد القضاء على حكم الاسرة القه مانلية عام 1835 لكن الدولة العثمانية اهملت شؤون البلاد الاقتصادية و العسكرية – تبعا لسياستها العامة – مما جعل ليبية ضعيفة امام اطماع الدول الاوروبية الاستعمارية و بخاصة ايطالية التي ضاعت منها فرصة احتلال تونس حيث سبقتها فرنسا الىاحتلالها لقربها منها و لتكون منفذا لها الى افريقية و لتكون دار هجرة لابنائها
ثانيا – مواقف الدول الاوروبية من ليبية :
عملت ايطالية على كسب تاييد الدول لها في احتلالها ليبية و ذلك على النحو التالي :
1- كسبت ايطالية تاييد المانية و النمسا بانضمامها الى تحالفهما الثنائي عام 1882 نكاية بفرنسة بعد احتلالها تونس فاصبح هذا التحالف ثلاثيا و جدد عام 1887 حيث اعلنت المانية تاييدها لايطالية ضد فرنسا
2- عقدت ايطالية اتفاقية مع انكلترا عام 1887 ايدت فيها مطامع انكلترا في مصر مقابل تاييد انكلترا لها في ليبية
3- كسبت ايطالية تاييد اسبانية لها في ليبية باتفاقية سرية بينهما
4- ضمنت ايطالية تاييد فرنسا لها حيث عقدت معها اتفاقيتي عام 1900 – 1902 تؤيد بموجبها ايطالية المطامع الفرنسية في مراكش مقابل تاييد فرنسا لها في ليبية
5- و نالت ايطالية تاييد روسية لها في ليبية مقابل اعترافها بادعاءت روسية في المضائق ( البوسفور و الدردنيل )
ثالثا – السبب القريب للاحتلال :
و يعود الى اتهام ايطالية الدولة العثمانية بانها تعرقل مشروعات الاصلاح الايطالية في ليبية ووجهت اليها انذارا تطلب فيه سحب قواتها من ليبية مستغلة سوء اوضاع الدولة العثمانية عام 1911 و ما كان يهددها من اخطار و بصورة خاصة من بعض دول البلقان
رابعا = تمهيد ايطالية للاحتلال :
عمدت ايطالية تمهيدا للاحتلال الى التسلل فارسلت الى ليبية ضباطا قاموا بمسح سواحل ليبية عام 1901 و هم بهيئة صيادي الاسفنج و الاسماك كما ارسلت بعثات تبشيرية و فتحت في ليبية المارس و المشافي و المصارف تولت شركاتها الملاحية عملية النقل بين ليبية و اوروبة و تدفق المهاجرون الايطاليون اللا ليبية و كانها منطقة نفوذ لها فقط
خامسا – الاحتلال :
اعلنت ايطالية الحرب بعد 24 ساعة من انذارها الذي سبق ذكره عام 1911 و ايتها الدول الاوروبية التي سبق الاتفاق معها و هاجمت سفنها الحربية سواحل ليبية و دافعت القوات العثمانية القليلة العدد مع الشعب الليبي دفاعا بطوليا فاوقفت بذلك زحف القوات الايطالية لفترة من الوقت
واجهت الدولة العثمانية ضغوطا سياسية من الدول الاوروبية المختلفة كما واجهت ضغطا عسكريا حيث هاجمت السفن الحربية الايطالية الموانئ العثمانية في اليمن و بيروت و المضائق و احتلت بعض الجزر العثمانية في بحر ايجة ( جزر الدوديكانيز ) و طلبت الدول الاوروبية و في مقدمتها انكلترا من الدولة العثمانية تلبية مطالب ايطالية
سادسا – الصلح العثماني الايطالي عام 1912
و امام الصعوبات التي واجهتها الدولة العثمانية من ضغوط سياسية و عسكرية و خطر الحرب في البلقان اضطرت الى الرضوخ و عقد صلح مع ايطالية هو صلح اوشي ( لوزان ) و يقضي بانهاء الحرب بين الدولتين و تتعهد فيه ايطالية بالانسحاب من الجزر التي احتلتها في بحر ايجة بينما تتعهد الدولة العثمانية الانسحاب من ليبية
و على اثر ذلك اصدر السلطان العثماني فرمانا يمنح فيه ليبية استقلالها ليحفظ ماء وجهه امام الراي العام الاسلامي بينما اصدر ملك ايطالية بيانا يمنح فيه المسلمين من ابناء ليبية الحرية الدينية و يعلن احترام الاوقاف الاسلامية و انتقلت المقاومة في ليبية الى يد الشعب و بقيادة زعماء الحركة السنوسية
سابعا – الحركة السنوسية و المقاومة الوطنية :
الحركة السنوسيةدعوة اسلامية اصلاحية تشبه الدعوة الوهابية في محاربتها للخرافات و البدع و العمل للعودة الى الاسلام في نقائه الاول و الاعتماد على مصادره الاساسية و تجمع بين الايمان و العمل و تختلف عن الوهابية في كونها سالمت العثمانيين و لم تصطدم معهم مؤسسها محمد بن علي السنوسي جزائري الاصل ذهب الى مكة لتادية فريضة الحج و تاثر هناك بالوهابية
و اسس في مكة اول زاوية هي ( ابي قبيس ) و قد منعه الفرنسيون من العودة الى الجزائر فاستقر في ليبية و اسس زاوية البيضاء في الجبل الاخضر ثم زاوية الجغبوب و جعلها مركزا للحركة السنوسية و انتشر تاسيس الزوايا في انحاء ليبية و بصورة خاصة في برقة و الزاوية في الحركة السنوسية مركزا لنشاط ديني و علمي و اقتصادي و عسكري و قضائي و اجتماعي و قد لعب ابناء الزوايا السنوسية دورا مهما في مقاومة الغزو الايطالي لبلادهم فقد تزعم السنوسيون حركة المقاومة و احرزوا انتصارات باهرة منها انتصارهم في معركة يوم الجمعة عام 1913 قرب درنة و كان قائدهم في هذه المرحلة احمد الشريف السنوسي و استمر النضال الليبي خلال سنوات الحرب العالمية الاولى و نجح الثوار بمنع الايطاليين من التوغل نحو الداخل و انزلوا بهم خسائر كبيرة و ازدادت قوة ايطالية و قوي مركزها في ليبية عندما وقفت في الحرب العالمية الاولى الى جانب معسكر الحلفاء مما اكسبها دعم انكلترا من جهة مصر و دعم فرنسا من جهة تونس
أسئلة الدرس 17
1- كيف كسبت إيطالية تأييد ألمانية و النمسا لها في احتلال ليبيا ؟
كسبت ايطالية تاييد المانية و النمسا بانضمامها الى تحالفهما الثنائي عام 1882 نكاية بفرنسة بعد احتلالها تونس فاصبح هذا التحالف ثلاثيا و جدد عام 1887 حيث اعلنت المانية تاييدها لايطالية ضد فرنسا
2- كيف مهدت إيطاليا لاحتلال ليبيا ؟
عمدت ايطالية تمهيدا للاحتلال الى التسلل فارسلت الى ليبية ضباطا قاموا بمسح سواحل ليبية عام 1901 و هم بهيئة صيادي الاسفنج و الاسماك كما ارسلت بعثات تبشيرية و فتحت في ليبية المارس و المشافي و المصارف تولت شركاتها الملاحية عملية النقل بين ليبية و اوروبة و تدفق المهاجرون الايطاليون اللا ليبية و كانها منطقة نفوذ لها فقط
2- علل موافقة الدولة العثمانية لتوقيع صلح أوشي عام 1912 م ؟
واجهت الدولة العثمانية ضغوطا سياسية من الدول الاوروبية المختلفة كما واجهت ضغطا عسكريا حيث هاجمت السفن الحربية الايطالية الموانئ العثمانية في اليمن و بيروت و المضائق و احتلت بعض الجزر العثمانية في بحر ايجة ( جزر الدوديكانيز ) و طلبت الدول الاوروبية و في مقدمتها انكلترا من الدولة العثمانية تلبية مطالب ايطالية
الرئيسية
لتحميل الصور والملفات
دردشة المنتدى
