الدرس الخامس و العشرون
أوضاع الوطن العربي قبيل
الحرب العالمية الأولى
و خلالها ( 1 )
اولا – فترة قبيل الحرب العالمية الاولى :
أ- ميزات هذه الفترة :
1- تزايد الاطماع الاستعمارية في انحاء الاقطار العربية و بخاصة من قبل انكلترا و فرنسا
2- اتباع الاتراك سياسة التتريك
3- تصاعد الاتجاهات القومية لدى العرب لمواجهة تللك التحديات
- الاوضاع السياسية في الوطن العربي قبيل الحرب العالمية الاولى :
كانت الاقطار العربية جميعها تحت الحكم الاستعماري باستثناء داخل شبه الجزيرة العربية و ذلك على النحو التالي :
1- الجزائر و تونس و مراكش و موريتانية تحت الاحتلال الفرنسي
2- الريف المراكشي و افني و الصحراء الغربية تحت الاحتلال العثماني
3- ليبية تحت الاحتلال الايطالي و كذلك جزء من الصومال و اريتيرية
4- مصر كانت تابعة اسميا للدولة العثمانية و فعليا تحت حكم اتكلترا
5- السودان كانت تحت الحكم الثنائي ( الانكليزي – المصري ) اسميا و انكلترا فعليا
6- الصومال كانت تقتسمه كل من انكلترا و فرنسا و ايطالية و الحبشة
7- عدن و محميات الجنوب العربي و محميات الخليج العربي تحكمها بريطانية و مرتبطة بحكومة الهند البريطانية
8- بلاد الشام و العراق و الحجاز لا تزال تحت الحكم العثماني و تعاني من سياسة الاتحاديين القائمة على المركزية و التتريك
و كانت انظار الدول الاستعمارية تتجه نحو بقية الاقطار العربية لتي ما تزال تحت الحكم العثماني فقد كانت فرنسا تطمع بسورية و لبنان بينما كانت انكلترا تطمع بالعراق و تعمل كل من الدولتين على مد نفوذها الى المناطق التي تطمع بها عن طريق اخذ الامتيازات و توظيف رؤوس الاموال و دعم البعثات التبشيرية
- سياسة الحكم العثماني : كان الاتحاديون يتبعون سياسة التتريك و بصورة خاصة بعد انقلابهم الثاني في عام 1913 حين اطاحو بحزب الحرية و الائتلاف العثماني الذي كان يعطف على مطالب العرب و اسسوا جمعية العائلة التركية ( ترك اجاغي ) لصهر جميع المقومات في الدولة العثمانية – و منها القومية العربية – في بوتقة القومية التركية و استخدموا لتحقيق اغراضهم سياسة التتريك و كنا راينا فيما سبق كيف تظاهر الاتحاديون بقبول مقررات مؤتمر باريس العربي عام 1913 و ذلك بموجب اتفاقيتهم مع ممثلي العرب في هذا المؤتمر لان الاتحاديين ارادوا – بتاثير الظروف الدولية – ان يكسبوا العرب الى جانبهم و تبعا لهذه السياسة الماكرة عينوا الضابط العربي زكي الحلبي قائدا لجيوشهم في بلاد الشام
ثانيا – الفترة خلال الحرب العالمية الاولى :
أ- اوضاع الوطن العربي في هذه الفترة : كانت الحرب العالمية الاولى فرصة الدول الاستعمارية لتحقيق اطماعها في احتلال ما كانت تطمع به من اقطار الوطن العربي التي كانت ما تزال تحت الحكم العثماني و نلاحظ فيمايلي ما طرا على الاقطار العربية خلال هذه الفترة من اوضاع :
1- في مصر : استغلت انكلترا دخول الدولة العثمانية الى جانب المانية ضد معسكر الحلفاء فاعلنت حمايتها على مصر في تشرين الثاني عام 1914 و قطعت بذلك اخر علاقة و تبعية لمصر بالدولة العثمانية ثم عزلت الخديوي عباس الثاني الموالي للعثمانيين و الذي كان يقوم بزيارة الاستانة و عينت الامير حسين كامل بلقب سلطان مصر و سخرت جميع امكانات مصر البشرية و الاقتصادية لخدمة اغراضها العسكرية مما ادى لقتل الاف المصريين الذين جندتهم انكلترا للعمل في جبهات القتال كذلك فقد عطلت الجمعية التشريعية و اعلنت الاحكام العرفية و فرضت رقابة مشددة على الصحافة و لاحقت الاحرار و منعت الاجتماعات
و ظهرت في مصر طبقة من اغنياء الحرب كما زاد عدد الفقراء من العمال و الفلاحين و الجنود المصريين نتيجة غلاء المعيشة و ارتفاع الاسعار و حدثت ازمة اقتصادية بسبب هبوط سعر القطن بعد توقف تصديره و هو المورد الاساسي لاقتصاد البلاد
2- في العراق : لما كان للعراق اهمية خاصة بنظر انكلترا لوقوعه على طريق الهند اسرعت منذ بداية الحرب الى احتلاله و اعلنت انها جاءت لتحرر العراق من حكم الاتراك و على الرغم من اخفاق حملتها الاولى عليه فقد عاودت الكرة و نجحت باحتلاله خلال سنوات الحرب و فرضت عليه الحكم العسكري و تصرفت فيه و كانه مستعمرة محاولة كسب زعماء القبائل الى جانبها
3- في الجزيرة العربية : شهد قلب الجزيرة العربية تنافسا بين زعماء العرب فمنهم من ايد الدولة العثمانية كالامام يحيى في اليمن و ال الرشيد حكام حائل الذين نافسوا ال سعود حكام نجد في الرياض و لقد كان عبد العزيز ال سعود معاديا للعثمانيين فحاولت انكلترا كسبه الى جانبها كما كان العثمانيون على خلاف مع شريف مكة للثورة العربية الكبرى عام 1916
4- في ليبية : قام السنوسيون فيها بتحريض من العثمانيين و الالمان بهجوم على الانكليز في مصر لكنهم اخفقوا ما ادى لتخلي احمد الشريف السنوسي عن القيادة لابن عمه محمد ادريس الذي حارب الايطاليين و انتصر عليهم فعقدوا معه اتفاقية عام 1917
5- في تونس و الجزائر و المغرب : زادت فرنسا احكام قبضتها علة هذه الاقطار العربية خلال سنوات الحرب و سخرت جميع امكاناتها لصالح الحرب و جندت ابناءه و ارسلتهم الى جبهات القتال و فرضت الرقابة و لاحقت الاحرار
اما في منطقة الريف المراكشي فقد استمرت الثورة ضد الاسبان كما استمرت ثورة ماء العينين و ابنه هبة الله في موريتانية ضد الفرنسيين حتى عام 1935
6- في بلاد الشام : شهدت بلاد الشام قمة الصراع بين العرب و الاتراك الاتحاديين خلال سنوات الحرب كما شهدت قمة التامر الاستعماري ممثلا في الدولتين انكلترا و فرنسا و كانت لافكار اليقظة العربية و الحركات القومية على ايدي رجال الجمعيات دور في تهيئة البيئة الصالحة للثورة و كانت بلاد الشام مهدا تم فيه التخطيط لتفجير الثورة العربية الكبرى
أسئلة الدرس 25
1 - كيف كانت الأوضاع السياسية في الوطن العربي ؟
كانت الاقطار العربية جميعها تحت الحكم الاستعماري باستثناء داخل شبه الجزيرة العربية و ذلك على النحو التالي :
1- الجزائر و تونس و مراكش و موريتانية تحت الاحتلال الفرنسي
2- الريف المراكشي و افني و الصحراء الغربية تحت الاحتلال العثماني
3- ليبية تحت الاحتلال الايطالي و كذلك جزء من الصومال و اريتيرية
4- مصر كانت تابعة اسميا للدولة العثمانية و فعليا تحت حكم اتكلترا
5- السودان كانت تحت الحكم الثنائي ( الانكليزي – المصري ) اسميا و انكلترا فعليا
6- الصومال كانت تقتسمه كل من انكلترا و فرنسا و ايطالية و الحبشة
7- عدن و محميات الجنوب العربي و محميات الخليج العربي تحكمها بريطانية و مرتبطة بحكومة الهند البريطانية
8- بلاد الشام و العراق و الحجاز لا تزال تحت الحكم العثماني و تعاني من سياسة الاتحاديين القائمة على المركزية و التتريك
2-ما مفهوم سياسة التتريك ؟
صهر جميع المقومات في الدولة العثمانية – و منها القومية العربية – في بوتقة القومية التركية و استخدموا لتحقيق اغراضهم سياسة التتريك
3- كيف كانت أوضاع مصر خلال الحرب العالمية الأولى ؟
استغلت انكلترا دخول الدولة العثمانية الى جانب المانية ضد معسكر الحلفاء فاعلنت حمايتها على مصر في تشرين الثاني عام 1914 و قطعت بذلك اخر علاقة و تبعية لمصر بالدولة العثمانية ثم عزلت الخديوي عباس الثاني الموالي للعثمانيين و الذي كان يقوم بزيارة الاستانة و عينت الامير حسين كامل بلقب سلطان مصر و سخرت جميع امكانات مصر البشرية و الاقتصادية لخدمة اغراضها العسكرية مما ادى لقتل الاف المصريين الذين جندتهم انكلترا للعمل في جبهات القتال كذلك فقد عطلت الجمعية التشريعية و اعلنت الاحكام العرفية و فرضت رقابة مشددة على الصحافة و لاحقت الاحرار و منعت الاجتماعات
و ظهرت في مصر طبقة من اغنياء الحرب كما زاد عدد الفقراء من العمال و الفلاحين و الجنود المصريين نتيجة غلاء المعيشة و ارتفاع الاسعار و حدثت ازمة اقتصادية بسبب هبوط سعر القطن بعد توقف تصديره و هو المورد الاساسي لاقتصاد البلاد
_______________________
الدرس السادس و العشرون
أوضاع الوطن العربي قبيل
الحرب العالمية الأولى
و خلالها ( 2 )
الاترك و الحرب : دخلت الدولة العثمانية الحرب في 29 تشرين الاول عام 1914م الى جانب المانية و ضد معسكر الحلفاء و كانت تهدف من وراء دخولها تلك الحرب الى
1- تحقيق النصر على الحلفاء – إنكلترا و فرنسة و روسية و إيطالية – الطامعين باملاك الدولة العثمانية و لاستعادة ما اخذته هذه الدول من املاكها في شمال افريقية و اطراف شبه الجزيرة العربية
2- القضاء على الحركات القومية و بصورة خاصة في الولايات العربية و ذلك بفرض الاحكام العرفية و متابعة سياسة التتريك و ان حاولت في بداية الامر التظاهر بالتقرب من العرب لكسب دعمهم وولائهم لها
- سياسة الاتراك في بلاد الشام
عين الاتراك احمد جمال باشا قائداً للجيش الرابع في بلاد الشام بدلا من زكي الحلبي و امتدت صلاحياته حتى الحجاز و قد اعلن منذ وصوله الاحكام العرفية و كانت جميع السلطات بيده و تظاهر انه على خلاف مع حكام الاستانة الاتحاديين بهدف
1- تهدئة الاوضاع الداخلية
2- كسب تعاون العرب معه لاعداد حملة عسكرية الى قناة السويس لمهاجمة الإنكليز في مصر ( حرب الترعة )
3- تخفيف نقمة العرب بعد نقل زكي الحلبي و بعض الفرق العسكرية العربية الى خارج الولايات العربية
4 - التعرف على نوايا الزعماء العرب و بصورة خاصة بعد اتهام بعضهم بالاتصال مع فرنسة و التامر معها و ذلك عقب مداهمة الاتراك لقنصليتي فرنسة في دمشق و بيروت و العثور فيهما على قوائم باسماء بعض هؤلاء المتصلين بها
- حملة ترعة السويس عام 1915 و نتائجها : وضعت القيادة الالمانية خطة عسكرية تقضي بشن هجوم من بلاد الشام على مصر باجتياز قناة السويس لضرب القوات الإنكليزية فيها و حرمانها من هذا الممر المائي المهم و في حال النجاح يمكن الانتقال لضرب إيطالية في ليبية و فرنسة في اقطار المغرب العربي
كان جمال باشا هو المكلف باعداد هذه الحملة يساعده خبراء المان و تحملت بلاد الشام الماسي و الالام في عمليات التجنيد و مصادرة الارزاق و الادوية و الدواب فحلت في الشام مجاعة مات خلالها عشرات الالاف من ابنائها اما الحملة فقد انتهت الى فشل ذريع قرب قناة السويس
صب جمال باشا غضبه على سكان بلاد الشام و عدهم مسؤولين عن فشل الحملة فاغلق الصحف و لاحق الاحرار و شكل محكمة عسكرية – عرفية – في بلدة عالية بلبنان ساق اليها المعتقلين من قادة الحركة العربية من اعضاء الجمعيات العربية المختلفة وجهت اليهم التهم التالية :
1- الدعوة لفصل الاقطار العربية عن الدولة العثمانية
2- الانتساب الى احدى الجمعيات العربية
3- الاتصال باحدى الدول الاجنبية المعادية للدولة العثمانية
و اعقب ذلك تنفيذ احكام الاعدام بعدد كبير من رجالات العرب ففي 21 اب عام 1915 م تم تنفيذ حكم الاعدام بافراد القافلة الاولى من احرار العرب في بيروت و هم احد عشر شهيدا و في 26 ايار عام 1916م تم تنفيذ حكم الاعدام بافراد القافلة الثانية و هم واحد و عشرون شهيدا اعدم سبعة منهم في دمشق و اربعة عشر في بيروت
و قد تم اعدام المزيد من الشهداء فاصبح عددهم مع من مات في السجون ( 800 ) رجلا مع ابعاد الالاف الى الاناضول كل ذلك لاجهاض كل حركة او ثورة عربية مرتقبة فكانت هذه الماسي التي عجلت بتفجير الثورة العربية الكبرى
- الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية في بلاد الشام
ساءت احوال بلاد الشام الاقتصادية لحصار سواحلها من قبل الحلفاء و تحملها اعباء حملة الترعة و ما رافقها من مصادرة الارزاق و الادوية و الدواب تبعا لسياسة التجويع و الافقار مع اعمال التجنيد و اهمال الصحة و انتشار الاوبئة و ارتفاع الاسعار و فقدان العديد من المواد و هبوط قيمة النقد
كل ذلك ادى الى موت عشرات الالاف في سورية و لبنان مما جعل البلاد في حالة من النقمة هياتها للثورة فايدتها حين اعلنت
أسئلة الدرس 26
1- ما هدف الدولة العثمانية من دخول الحرب إلى جانب أ لمانية ؟
تحقيق النصر على الحلفاء – إنكلترا و فرنسة و روسية و إيطالية – الطامعين باملاك الدولة العثمانية و لاستعادة ما اخذته هذه الدول من املاكها في شمال افريقية و اطراف شبه الجزيرة العربية
القضاء على الحركات القومية و بصورة خاصة في الولايات العربية و ذلك بفرض الاحكام العرفية و متابعة سياسة التتريك و ان حاولت في بداية الامر التظاهر بالتقرب من العرب لكسب دعمهم وولائهم لها
2-ما التهم التي وجهها جمال باشا إلى المعتقلين من أعضاء الجمعيات العربية المختلفة ؟
الدعوة لفصل الاقطار العربية عن الدولة العثمانية
الانتساب الى احدى الجمعيات العربية
الاتصال باحدى الدول الاجنبية المعادية للدولة العثمانية
2- كيف كانت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في بلاد الشام خلال الحرب العالمية الأولى ؟
- الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية في بلاد الشام
ساءت احوال بلاد الشام الاقتصادية لحصار سواحلها من قبل الحلفاء و تحملها اعباء حملة الترعة و ما رافقها من مصادرة الارزاق و الادوية و الدواب تبعا لسياسة التجويع و الافقار مع اعمال التجنيد و اهمال الصحة و انتشار الاوبئة و ارتفاع الاسعار و فقدان العديد من المواد و هبوط قيمة النقد
كل ذلك ادى الى موت عشرات الالاف في سورية و لبنان مما جعل البلاد في حالة من النقمة هياتها للثورة فايدتها حين اعلنت
__________________________________
الدرس السابع و العشرون
الثورة العربية الكبرى ( 1 )
تعد الثورة العربية الكبرى التي قامت عام 1916م ابرز مظهر لليقظة العربية و النهضة القومية
اولا – اسبابها البعيدة :
1- سياسة العثمانيين في نهب خيرات الوطن العربي
2- رفض الاتحاديين منح العرب الحكم اللامركزي و الاصلاحات المطلوبة
3- سياسة التتريك التي استهدفت القضاء على القومية العربية
4- حركة اليقظة و الوعي لدى العرب
5- الاوضاع الاجتماعية و الاقتصادية السيئة التي عاشها العرب خلال سنوات الحرب و ما رافقها من مظالم و اوبئة و مجاعات
6- تشجيع إنكلترا و فرنسة للعرب على الثورة ضد الدولة العثمانية و اغرائهم بالوعود بمنحهم الحرية و الاستقلال
ثانيا – اسبابها القريبة :
1- مظالم جمال باشا السفاح في بلاد الشام و اعدم الشهداء
2- تامر الاتحاديين على الحسين بن علي مما دفع به الى الابتعاد عنهم و انعدام الثقة بهم ثم الثورة عليهم
ثالثا – العرب و الاتراك : عندما بدات الحرب العالمية الاولى كان العرب في اوج خلافهم مع الاتحاديين فوجدوا انفسهم امام احد موقفين :
1- ان يقفوا في هذه الحرب الى جانب الدولة العثمانية علها تستجيب الى مطالبهم
2- ان يقفوا الى جانب الحلفاء مع خوفهم من اطماعهم الاستعمارية
و قد تغلب لدى العرب الموقف الاول و ذلك للاسباب التالية :
1- الرابطة الدينية بين العرب و الاتراك
2- خوف العرب من اطماع بعض دول الحلفاء الاستعمارية و في مقدمتها فرنسة و إنكلترا
3- املا في تحقيق العثمانيين للمطالب العربية
و نلمس عند رجال الحركة العربية هذا الاتجاه و كذلك معظم رجال الجمعيات العربية و من اجل ذلك اوقفوا كل نشاط معاد للدولة العثمانية و اعلنوا تاييدهم لها ثم تغير موقف العرب هذا بعد ما لمسوه من انتصار ساسة الاتحاديين في التتريك و التنكيل و بصورة خاصة على يد جمال باشا في بلاد الشام و بصورة اخص بعد اخفاقهم في حملة الترعة
رابعا – العرب و الحلفاء : كانت دول الحلفاء و بصورة خاصة إنكلترا و فرنسة تخشى من دعوة المسلمين الى الجهاد المقدس ضدهم مما يحرك مشاعر المسلمين في البلاد المستعمرة من قبل الحلفاء – مثل اقطار المغرب العربي و ليبية و مصر و السودان و عدن و المحميات و الهند و غيرها – و لموقف العرب من الحرب اهمية كبيرة لوجود قناة السويس و ابار النفط ضمن الاراضي العربية فضلا عن اهمية موقع الاراضي العربية عسكريا و اقتصاديا ثم مكانة العرب الدينية و بين المسلمين عامة و لهذا كله سعت إنكلترا لكسب العرب الى جانب الحلفاء فاتصلت ببععض زعمائهم و قادتهم مثل عزيز علي المصري – و هو من كبار اعضاء جمعية العهد – و كان بعيد النظر حذرا في موقفه من التعاون مع الحلفاء مقدرا خطورة اطماعهم في المستقبل لذلك اشترط قبول هذا التعاون :
1- ان تعلن إنكلترا انه لا مطمع لها في أي بلد عربي
2- عدم اشتراك جنودها اثناء الحرب في جبهة العراق و كذلك عدم اشتراك جنود فرنسة في جبهة بلاد الشام خوفا من وقوع العرب فريسة استعمار جديد لكن بعض رجال الحركة العربية راوا في موقف المصري مبالغة في الحذر و التشدد لانهم كانوا متاثرين بالحالة السيئة التي تعاني منها بلاد الشام تحت قبضة جمال باشا و لذلك وجد هؤلاء انفسهم امام احد موقفين :
1- الاستمرار في موقفهم الى جانب الدولة العثمانية مجازفين بمصير امتهم و قوميتهم
2- قبول التعاون مع الحلفاء بشروط تضمن لهم الحرية و الاستقلال
وجد هؤلاء القادة ان الموقف الثاني في كل الاحوال افضل من الموقف الاول بعد ياسهم من الاتراك و قرروا ان يحملوا السلاح الى جانب الحلفاء ضد دولة الاتحاديين التي تنكرت للعرب و الاسلام
خامسا- الاتراك و الحسين : حدث خلاف شديد بين الاتراك الراغبين بتقوية قبضتهم الحسين حكمهم المباشر للحجاز
الحسين في بداية الحرب العالمية الاولى ارسل الاتراك الى الحسين يطلبون منه اعلان الجهاد المقدس ضد معسكر الحلفاء الحسين تجنيد ابناء العشائر الحسين ارسال راية الرسول الى الشام لتقوية معنويات الجنود لكن الحسين اعتذر عن اعلان الجهاد الحسين عن تجنيد الشباب مكتفيا بارسال راية الرسول بحجة خوفه على الاراضي المقدسة من سفن الاسطول الإنكليزي في البحر الاحمر الحسين قطع المؤن عن الحجاز
الحسين قد اغضب موقفه الاتراك الحسين كلفوا والي الحجاز وهيب باشا بمراقبة الحسين والتخلص منه لكن الحسين اكتشف مؤامرة الوالي ضده
سادسا – الإنكليزي و الحسين : كانت إنكلترا تبحث عن قيادات عربية تتعاون معها ضد الدولة العثمانية خاصة بعد ان اعلنت الحرب الى جانب المانية ضد دول الحلفاء و بعد فشل مفاوضاتها مع عزيز علي المصري المتشدد بشروطه – برايهم – وجدت إنكلترا في شريف مكة الحسين بن علي افضل شخصية للتحالف معه و ذلك لاسباب منها :
1- لمكانة الحسين الدينية بين المسلمين مما يضعف مركز السلطان العثماني و دعوته الى الجهاد المقدس
2- لاهمية موقع الحجاز من الناحيتين الدينية و العسكرية
3- لبعد مكة عن قبضة الاتراك مما يجعل شريفها اقدر على القيام بالثورة
4- استغلال طموح الحسين و ابنائه و خلافهم مع الاتراك
لهذا كله جرى اتصال بين إنكلترا و الحسين عام 1915م و قد بدات هذه الاتصالات عن طريق عبد الله بن الحسين و حاولت إنكلترا اغراء الحسين لاعلان الثورة ضد الدولة العثمانية بوعود لمساعدته في تحقيق مطالب العرب و لم يتورط الحسين بجواب سريع و فضل الحياد مؤقتا و تابعت إنكلترا الاتصال بابنه عبد الله مع استمراره في تقديم الوعود المغرية لكن الحسين فضل التريث و توقفت الاتصالات
أسئلة الدرس 27
1- ما الأسباب البعيدة للثورة العربية الكبرى ؟
سياسة العثمانيين في نهب خيرات الوطن العربي
رفض الاتحاديين منح العرب الحكم اللامركزي و الاصلاحات المطلوبة
سياسة التتريك التي استهدفت القضاء على القومية العربية
حركة اليقظة و الوعي لدى العرب
الاوضاع الاجتماعية و الاقتصادية السيئة التي عاشها العرب خلال سنوات الحرب و ما رافقها من مظالم و اوبئة و مجاعات
تشجيع إنكلترا و فرنسة للعرب على الثورة ضد الدولة العثمانية و اغرائهم بالوعود بمنحهم الحرية و الاستقلال
2- ما شروط عزيز المصري لتعاونه مع الحلفاء ؟
ان تعلن إنكلترا انه لا مطمع لها في أي بلد عربي عدم اشتراك جنودها اثناء الحرب في جبهة العراق
و كذلك عدم اشتراك جنود فرنسة في جبهة بلاد الشام خوفا من وقوع العرب فريسة استعمار جديد
3- علل تعاون العرب مع الحلفاء ضد الاتحاديين ؟
بسبب ياسهم من الاتراك
4- ما أسباب اختيار الحلفاء للحسين حليفا لهم ؟
ذلك لاسباب منها :
لمكانة الحسين الدينية بين المسلمين مما يضعف مركز السلطان العثماني و دعوته الى الجهاد المقدس
لاهمية موقع الحجاز من الناحيتين الدينية و العسكرية
لبعد مكة عن قبضة الاتراك مما يجعل شريفها اقدر على القيام بالثورة
استغلال طموح الحسين و ابنائه و خلافهم مع الاتراك
يتبع.......