الدرس الرابع و الثلاثون
الانتداب الفرنسي على سورية ( 1 )
اولا – مفهوم الانتداب :
نصت المادة /22/ من ميثاق عصبة الامم على فكرة الانتداب و ذلك بعد الحرب العالمية الاولى و قد دعت اليه – حسب راي واضعيه – ضرورة وضع الشعوب المتخلفة تحت وصاية دولة راقية متقدمة تنتدب من عصبة الامم لمساعدة تلك الشعوب على اللحاق بركب الحضارة و التقدم و عدت البلاد العربية التي تم فصلها عن الدولة العثمانية بحاجة الى الانتداب الا ان الدول الاستعمارية استغلت الانتداب لتنفيذ اطماعها مما قلب مفهوم الانتداب الى شكل جديد من اشكال الاستعمار و تجلى ذلك بالانتداب الفرنسي على سورية و لبنان
ثانيا – السياسة الاستعمارية الفرنسية في سورية :
- تجزئة البلاد : اصدر المفوض السامي الجنرال غورو قرارا في 31 اب عام 1920م اوجد بموجبه دولة لبنان الكبير حيث ضم الى جبل لبنان مناطق طرابلس و بيروت و صيدا و مرجعيون و ما يعرف بالاقضية الاربعة و هي بعلبك و البقاع و حاصبيا و راشيا و قد تم ذلك رغم احتجاج الاهالي على فصل مناطقهم عن الوطن الام سورية
ثم عمد غورو الى تقطيع اوصال سورية فقسمها الى عدة دول هي : دولة دمشق و دولة حلب و دولة اللاذقية و دولة جبل العرب كما جعل لواء اسكندرون ادارة مستقلة مستهدفا من هذه التجزئة اثارة النعرات الاقليمية و الطائفية و اضعاف وحدة البلاد و قوتها و عندما لمس غورو شدة النقمة عند الاهالي و رفضهم لتلك التجزئة عمد الى الاعلان عن اقامة اتحاد يضم دول دمشق و حلب و اللاذقية و عهد برئاسته الى صبحي بركات
امام نقمة الاهالي و شدة مقاومتهم و احتجاجهم الى عصبة الامم حاولت فرنسة تهدئة الاحوال بالدعوة الى اجراء انتخابات لمجالس تمثيلية للدول في سورية و قاطع ابناء دولة دمشق هذذذذذه الانتخابات فتم تعيين اعضاء مجلسها تعيينا و عندما اشتدت المقاومة عمدت فرنسة الى ارسال مفوض سامي جديد بدلا من الجنرال غورو هو الجنرال ويغان ( في حزيران عام 1924م ) الذذذذذذذذذذي اعلن ارضاء للاهالي عن تشكيل دولة سورية بدمج دولتي دمشق و حلب و عهد برئاستها الى صبحي بركات
- الاعتماد على الفرنسيين في ادارة البلاد : كانت جميع السلطات بيد المفوض السامي و مركزه في بيروت و له مندوب في دمشق كماتم تعيين مستشار فرنسي في كل وزارة و بيده الامر الفعلي و كذلك كانت بيد الفرنسيين دوائر الامن و الشرطة مع دائرة واسعة للمخابرات
- سياسة الارهاب و السيطرة : فرض الفرنسيون سياسة القمع و الارهاب في سورية حيث بداوا بفرض غرامة كبيرة على الاهالي و نزع السلاح منهم و ملاحقة الاحرار و رجال المقاومة و اعتقلوا الكثيرين و فرضوا على دمشق تسليم عشرة الاف بندقية و جعلوا المناهج الدراسية لخدمة اغراضهم الاستعمارية فاضعفوا اللغة العربية و فرضوا الاهتمام باللغة الفرنسية و سيطروا على اقتصاد البلاد و فرضوا التعامل بالعملة الورقية التي اصدرها بنك سورية و لبنان و ذلك للاستيلاء على كميات الذهب الموجودة في ايدي الناس و فرضوا الضرائب على الاهالي و تاخرت احوال الزراعة و قل انتاج القطن و التبغ و الحرير
ثالثا – الثورات الوطنية المحلية و حركات المقاومة :
واجهت فرنسة منذ نزلت قواتها على السحل السوري خلال الحرب العالمية الأولى مقاومة عنيفة و كان من اهم تلك الثورات :
1- ثورة تلكلخ بين عامي 1919 – 1920م : قام بها اهل منطقة تلكلخ يتقدمهم ال الدندشي لرفضهم رفع العلم الفرنسي
2- ثورة الشوف اب عام 1919م : بدات الثورة بمهاجمة قافلة عسكرية فرنسية و مقتل بعض افرادها فانتقل الفرنسيون من قرى المنطقة و امتدت الثورة الى البقاع
3- ثورة العرقوب عام 1919م : بدات عندما تصدى مجموعة من الثوار من بينهم احمد مريود للقوات الزاحفة من مرجعيون باتجاه دمشق و انزلوا بالفرنسيين خسائر كبيرة و من اهم معاركها معركة مرجعيون
4- ثورة الحولة عام 1920م : بدات عندما طرد الثوار بقيادة الامير محمود الفاعور الجباة و عملاء السلطة الفرنسية التي احرقت بيته و نكلت بعشيرته
5- ثورة حوران في عام 1920م : بدات عندما رفض ابناء حوران الانتداب الفرنسي بعد معركة ميسلون كما رفضوا دفع ما فرض عليهم من غرامات و قتلوا رئيس حكومة دمشق علاء الدين الدروبي و احد وزرائه عبد الرحمن اليوسف في محطة خربة الغزالة عندما قدموا بالقطار لاقناعهم بدفع الغرامة و قبول الانتداب ثم قام الثوار بقطع اسلاك الهاتف و تدمير سكة الحديد فردت القوات الفرنسية باعمال انتقامية فدمرت القرى و فرضت غرامة باهظة ما عدا دية الوزيرين القتيلين كما تم اعدام عدد من المتهمين بهذه الحوادث
6- المقاومة في الجولان عام 1921م : تجلت المقاومة في قرى الجولان بقيام مجموعة من الثوار بالهجوم على موكب الجنرال غورو و كان يرافقه حقي العظم حاكم دولة دمشق عندما كان في طريقه لزيارة منطقة القنيطرة فقتل المرافق المترجم و اصيب حقي العظم اصابة غير قاتلة و التجا الثوار بعد ذلك الى الاردن و لم يحاول الإنكليز اعتقالهم و تسليمهم للفرنسين خوفا من نقمة الراي العام العربي في الاردن الذي كان مؤيدا لهم
و من هؤلاء الثوار احمد مريود و ادهم خنجر و اخرون
7- ثورة الساحل بين عامي 1919 – 1921م :
بقيادة الشيخ صالح العليالذي جعل مركزه في قرية الشيخ بدر و كان على اتصال بوزير الحربية يوسف العظمة و قد احرز عدة انتصارات على الفرنسيين في منطقة الساحل كما كان على اتصال و تنسيق مع قائد ثورة الشمال ابراهيم هنانو
و قد رفض صالح العلي وساطة الجنرال اللنبي لايقاف الثورة و صدر حكم غيابي باعدامه ثم صدر العفو عنه عام 1922م بعد ان توقفت الثورة امام القوات الفرنسية الكثيفة التي وجهتها فرنسة الى مناطق الثورة
8- ثورة الشمال بين عامي 1919 – 1921م :
بقيادة ابراهيم هنانو احد اعضاء المؤتمر السوري العام و كان على اتصال برجال الحكومة العربية في دمشق و قد تجول بين القرى في منطقة حلب محرضا على الثورة و اتخذ من جبل الزاوية قاعدة له و قد حرر الثوار منطقة واسعة في الشمال و شكل حكومة تدير المناطق المحررة بالتنسيق مع حكومة دمشق كما كان ينسق اعماله مع الشيخ صالح العلي لاستمرار ثورتيهما و رفض عرضا من السلطات الفرنسية لتشكيل حكومة محلية في الشمال و حين اخفقت ثورته امام الجيوش الفرنسية الجرارة انسحب الى حمص و التجا الى الاردن فاعتقله الإنكليز في القدس و سلموه الى السلطات الفرنسية و صدر الحكم ببراءته رغبة من فرنسة بتهدئة الاحوال في سورية و في عام 1928 م انتخب عضوا في المجلس التاسيسي كما شارك في تاسيس حزب الكتلة الوطنية و بقي يناضل حتى وفاته في اواخر عام 1935م
9- انتفاضة دمشق في نيسان عام 1922م : حدثت هذه الانتفاضة بمناسبة زيارة كراين لدمشق فقامت المظاهرات الصاخبة تندد بالاحتلال الفرنسي و تطالب بالحرية و الاستقلال و اقيمت له اجتماعات حاشدة استمع فيها الى اراء وجوه دمشق و انتهت زيارته بعد خمسة ايام حدثت خلالها اشتباكات مع قوات الامن ثم صدرت احكام قاسية على المتهمين بتحريض الشعب و تهيئة تلك الاجتماعات و قيادة الحركة الوطنية كما شاركت النساء في هذه الانتفاضة و مظاهراتها
أسئلة الدرس 34
1- ما السياسة الاستعمارية الفرنسية لتجزئة سوريا ؟
- اصدر المفوض السامي الجنرال غورو قرارا في 31 اب عام 1920م اوجد بموجبه دولة لبنان الكبير حيث ضم الى جبل لبنان مناطق طرابلس و بيروت و صيدا و مرجعيون و ما يعرف بالاقضية الاربعة و هي بعلبك و البقاع و حاصبيا و راشيا و قد تم ذلك رغم احتجاج الاهالي على فصل مناطقهم عن الوطن الام سورية
ثم عمد غورو الى تقطيع اوصال سورية فقسمها الى عدة دول هي : دولة دمشق و دولة حلب و دولة اللاذقية و دولة جبل العرب كما جعل لواء اسكندرون ادارة مستقلة مستهدفا من هذه التجزئة اثارة النعرات الاقليمية و الطائفية و اضعاف وحدة البلاد و قوتها
2- ما وجه المقارنة بين ثورتي الساحل و الشمال في سوريا ؟
3- كيف تجلت المقاومة في قرى الجولان عام 1921 ضد الاحتلال الفرنسي ؟
المقاومة في الجولان عام 1921م : تجلت المقاومة في قرى الجولان بقيام مجموعة من الثوار بالهجوم على موكب الجنرال غورو و كان يرافقه حقي العظم حاكم دولة دمشق عندما كان في طريقه لزيارة منطقة القنيطرة فقتل المرافق المترجم و اصيب حقي العظم اصابة غير قاتلة و التجا الثوار بعد ذلك الى الاردن و لم يحاول الإنكليز اعتقالهم و تسليمهم للفرنسين خوفا من نقمة الراي العام العربي في الاردن الذي كان مؤيدا لهم
و من هؤلاء الثوار احمد مريود و ادهم خنجر و اخرون
4- وازن بين نضال شعبنا في الجولان ضد الاحتلال الفرنسي و نضاله ضد الاحتلال الصهيوني في فلسطين ؟
_____________________
الدرس الخامس و الثلاثون
الانتداب الفرنسي على سورية ( 2 )
رابعا – الثورة السورية الكبرى من عام 1925 – 1927م :
- ميزاتها : تميزت الثورة السورية الكبرى بالخصائص التالية :
1- شملت احداثها معظم مناطق سورية و لبنان
2- تميزت لاعنف و انزلي بالفرنسيين خسائر فادحة
3- استمرت اكثر من عامين
4- لقيت تاييدا من الراي العام العربي و العالمي حتى داخل فرنسة ذاتها
5- اجبرت فرنسة على تلبية بعض المطالب الوطنية مثل اجراء انتخابات لجمعية تاسيسية ووضع دستور للبلاد
- اسبابها البعيدة :
1- رفض الشعب للاحتلال الاجنبي
2- سياسة فرنسة الاستعمارية و بخاصة تجزئة البلاد الى دويلات
3- سياسة الفرنسيين على ادارة البلاد
4- سياسة القمع و خنق الحريات و ملاحقة الاحرار
5- نهب خيرات البلاد و اموالها و استغلال مواردها
6- تعيين المستشارين و الموظفين الفرنسيين برواتب عالية
- اسبابها القريبة : انطلقت شرارة الثورة من جبل العرب و اهم اسبابها القريبة :
1- تعيين الضابط كاربييه حاكما فرنسيا على جبل العرب بعد وفاة حاكمه سليم الاطرش عام 1923م
2- سوء معاملة كاربييه للاهالي عامة و لوجهاء الجبل بصورة خاصة
3- اعتقال ادهم خنجر – احد ابطال الهجوم على موكب غورو في الجولان – و ذلك في بلدة سلطان الاطرش ( القرية ) و كان ملتجئا اليه و سوقه الى بيروت حيث اعدم في عام 1922م
4- سوء مقابلة المفوض السامي الجنرال ساراي في بيروت لزعماء الجبل و رفضه احتجاجهم على اعمال كاربييه و اعتقال بعضهم
5- رفض ساراي للمطالب الوطنية التي تقدم بها زعماء البلاد حول الاعتراف بالاستقلال
- احداث الثورة :
1- في جبل العرب : بدات الثورة عندما وصل خبر اعتقال بعض زعمائه في بيروت و قاد سلطان الاطرش رفاقه المقاتلين و هاجم دار البعثة الفرنسية في صلخد ( تموزعام 1925م ) ثم انتصر الثوار على حملة فرنسية في معركة الكفر و حاصروا قلعة السويداء كما انتصر الثوار انتصارا كبيرا في معركة المزرعة حين مزقوا حملة كبيرة يقودها الجنرال ميشو و كانت في طريقها الى السويداء لفك الحصار عن قلعتها و سقط اكثر نت 1000 جندي فرنسي و جرح قائدها و تراجعت فلولها نحو دمشق
شجعت اخبار معركة المزرعة على تفجير الثورة في اننحاء البلاد و اخفق الفرنسيون في محاولة مفاوضة الثوار و تلبية بعض مطالبهم
و قد ارسل الفرنسيون حملة كبيرة تدعمها الاليات و الطائرات بقيادة الجنرال غاملان فهاجم الثوار قاعدة تموينها في قرية ( المسيفرة ) و كبدوا الفرنسيين خسائر فادحة و مع ذلك وصلت الحملة الى السويداء و فكت الحصار عن قلعتها
2- في دمشق : قرر بعض قادة الحركة الوطنية في دمشق اعلان الثورة فيها لتخفبف الضغط عن الجبل و ارسلوا الدكتور عبد الرحمن الشهبندر لمقابلة سلطان الاطرش و تم الاتفتق بينهما على توسيع نطاق الثورة و ان يكون سلطان الاطرش قائدا عاما للثورة و ارسلت مجموعات من الثوار من الجبل نحو دمشق لتفجير الثورة فيها و فعلا بدات الثورة في دمشق و غوطتها
و في غوطة دمشق انضم كثير من شباب دمشق الى ثوار الغوطة و اوقعوا بالفرنسيين خسائر فادحة و اهم معارك الغوطة معركة جوبر و معركة المليحة و معركة الزور الاولى و الثانية و لما حاول الفرنسيون الانتقام قتلوا عددا من المدنيين و عرضوا جثثهم في شوارع دمشق
و قد دخل الثوار من الغوطة الى دمشق وهاجموا قصر العظم مركز اقامة المفوض السامي الذي هرب الى بيروت وامر بضرب دمشق بالمدفعية والطائرات واستمر القصف ثلاثة ايام دمرت خلالها بعض الاحياء واستشهد المئات فانسحب الثوار من دمشق
وفرض الفرنسين على سكان دمشق غرامة باهظة
وقد اشتهر من ثوار دمشق و غوطتها حسن الخراط و محمد الاشمر و فوزي البكري و اخوه نسيب البكري و سعيد العاص و عز الدين الجزائري
احدث قصف دمشق احتجاجا عالميا و كثرت البرقيات محتجة الى عصبة الامم مما دفع بفرنسة الى سحب الجنرال ساراي و ارسال مفوض سام مدني هو دوجوفنيل
3- في حماه : امتدت الثورة الى حماة على يد الضابط فوزي القاوقجي الذي سيطر على المدينة ثم اتسعت الثورة الى المناطق المجاورة فوصلت الى القلمون و الهرمل و بعلبك و طرابلس و راشيا و مرجعيون و حاصبيا كما امتدت الى مناطق دير الزور و حلب و اللاذقية
و ارسل الجنرال ساراي حملة الى حماة بقيادة غاملان فقصفت المدينة و احتلتها و انسحب الثوار نحو البادية و الجنوب
4- امتداد الثورة الى الجولاتن و جبل الشيخ و جنوبي لبنان :
تجاوب السكان في شمالي الجولان و جبل الشيخ مع الثورة السورية الكبرى فخاضوا عدة معارك ضد المحتل الفرنسي مثل معرركة مجدل شمس و بقعاتا و مسعدة ….
و كان الثوار بقيادة احمد كنج و كانت قيادة الثورة قد ارسلت حملة بقيادة زيد الاطرش لدعم الثوار في مجدل شمس و قد وسع الثوار نطاق عملياتهم الى جنوبي لبنان في مرجعيون و حاصبيا و راشيا
و لم تستطع القوات الفرنسية المحافظة على هذه المناطق الا بعد حوالي عام و قد قدم الثوار مئات الشهداء مؤكدين وحدة النضال العربي ضد الاستعمار
5- الثورة في عهد دوجوفنيل 1926م :
جاء المفوض السامي الجديد لتهدئة الاوضاع و انهاء الثورة و توقف في طريقه الى سورية في مدينة الاسكندرونة ثم في بيروت و قابل بعض الزعماء السوريين و عرف منهم المطالب الوطنية ووعد باجراء انتخابات عامة و تشكيل حكومة وطنية
لكن الوطنيين دعوا الى مقاطعة هذه الانتخابات لتدخل الفرنسيين بها ووضع دوجوفنيل خطة لارضاء الوطنيين و رفضت الحكومة الفرنسية خطته فاستقال و جاء بديله بونسو
6- نهاية الثورة في عهد بونسو :
ارسلت فرنسة قوات اضافية لقمع الثورة و كان الثوار في جبل العرب قد استعادوا السويداء و قلعتها بعد نشر الجنرال غاملان فتم ارسال حملة كبيرة بقيادة الجنرال اندريا استولت على السويداء و سيطرت على شهبا و صلخد و منطقة اللجاة
ضغطت فرنسة على انكلترا لوقف مساعدة الثوار عن طريق الاردن و تسليم الملتجئين اليه من السوريين و على اثر ذلك اضطر سلطان الاطرش الى مغادرة الاردن و الالتجاء الى وادي السرحان شمالي الحجاز و بقي هناك حتى صدور العفو عنه و كذلك غادر الدكتور الشهبندر الاردن ايضا
استمرت المعارك في دمشق و الغوطة و دمر الفرنسيون عشرات القرى و استشهد حسن الخراط بكمين نصب له في حي الشاغور
ثم ضعفت الثورة امام التضييق الاقتصادي و العسكري عليها و اضطر بعض قادتها للالتجاء الى الاردن مثل سعيد العاص و استشهد بعضهم مثل الامير عز الدين الجزائري عام 1927م و توقفت اعمال الثوار لتبدا صفحة من الكفاح السياسي
- نتائج الثورة و الحكم الدستوري
من اهم نتائج الثورة السورية الكبرى انها دفعت فرنسة الى قبول المفاوضة مع الزعماء الوطنيين و قد اخفق دوجوفنيل في متابعة مفاوضته مع السوريين
كما اعلن بونسو فيما بعد عن اجراء انتخابات لتشكيل جمعية تاسيسية لوضع دستور للبلاد و الغى الاحكام العرفية و اصدر عفوا عن المبعدين و عين حكومة برئاسة تاج الدين الحسني للاشراف على الانتخابات التي جرت عام 1928م و نجح المرشحون الوطنيون من حزب الكتلة الوطنية باغلبية المقاعد و تولى هاشم الاتاسي – رئيس الكتلة – رئاسة الجمعية التاسيسية كما تم انتخاب لجنة من اعضائها لاعداد مشروع الدستور برئاسة ابراهيم هنانو
- الازمة مع فرنسا بشان الدستور :
اتمت اللجنة المكلفة بوضع مشروع الدستور مهمتها فجاء الدستور مؤلفا من 115 مادة اهمها ان سورية وحدة طبيعية لا تتجزا نظامها جمهوري برلماني و السلطة التشريعية بيد مجلس واحد و السلطة التنفيذية بيد رئيس الجمهورية يساعده مجلس وزراء و الوزارة مسؤولة امام البرلمان و الحكومة مسؤولة عن التمثيل الخارجي و تاسيس جيش البلاد
اعترض بونسو على ست مواد و طلب حذفها من الدستور و تتعلق هذه المواد بوحدة سورية و تنظيم الجيش و صلاحيات رئيس هورية و رفضت الجمعية التاسيسية اعتراض بونسو الذي امر بتعطيل الجمعية لمدة ثلاثة اشهر ثم اغلقها لاجل غير مسمى
و على اثر ذلك حدثت اضطرابات في البلاد زاد في عنفها سوء الاوضاع الاقتصادية بتاثير الازمة الاقتصادية العالمية مما دفع بونسو الى اعلان الدستور عام 1930 م بعد اضافة المادة 116 التي تنص على وقف العمل بكل مادة تتعارض مع صلاحيات الدولة المنتدبة
رفضت الكتلة الوطنية هذا الاجراء و كثرت المظاهرات ثم اعلن بونسو عن اجراء انتخابات عامة لمجلس نيابي عام 1931م و تدخلت فيها السلطات الفرنسية لانجاح بعض العناصر المتعاونة معها و اجتمع مجلس النواب عام 1932 م و انتخب محمد علي العابد اول رئيس للجمهورية و الف حقي العظم الوزارة و فيها وزيران من الكتلة الوطنية
ماطل بونسو و تراجع عن وعوده بعقد معاهدة مع سورية مماثلة للمعاهدة العراقية الانكليزية عام 1930م فاستقال وزير الكتلة الوطنية كما ظهرت نوايا بونسو في لبنان حيث علق الدستور و اعده الى الحكم الفرنسي المباشر
و نتيجة لفشل بونسو في سياسته استدعي الى فرنسة و جاء بديله دومارتيل عام 1933م
أسئلة الدرس 35
1- ما أهمية الثورة السورية الكبرى ( ميزاتها ) ؟
تميزت الثورة السورية الكبرى بالخصائص التالية :
شملت احداثها معظم مناطق سورية و لبنان
تميزت لاعنف و انزلي بالفرنسيين خسائر فادحة
استمرت اكثر من عامين
لقيت تاييدا من الراي العام العربي و العالمي حتى داخل فرنسة ذاتها
اجبرت فرنسة على تلبية بعض المطالب الوطنية مثل اجراء انتخابات لجمعية تاسيسية ووضع دستور للبلاد
2- عدد أربعا من الأسباب البعيدة للثورة السورية الكبرى ؟
رفض الشعب للاحتلال الاجنبي
سياسة فرنسة الاستعمارية و بخاصة تجزئة البلاد الى دويلات
سياسة الفرنسيين على ادارة البلاد
سياسة القمع و خنق الحريات و ملاحقة الاحرار
3- علل إعلان الثورة في دمشق بعد الجبل ؟
قرر بعض قادة الحركة الوطنية في دمشق اعلان الثورة فيها لتخفبف الضغط عن الجبل و ارسلوا الدكتور عبد الرحمن الشهبندر لمقابلة سلطان الاطرش و تم الاتفاق بينهما على توسيع نطاق الثورة و ان يكون سلطان الاطرش قائدا عاما للثورة و ارسلت مجموعات من الثوار من الجبل نحو دمشق لتفجير الثورة فيها و فعلا بدات الثورة في دمشق و غوطتها
4- ما الردود العالمية لقصف مدينة دمشق ؟
5- كيف انتهت الثورة السورية الكبرى بعهد بونسو ؟
ارسلت فرنسة قوات اضافية لقمع الثورة و كان الثوار في جبل العرب قد استعادوا السويداء و قلعتها بعد نشر الجنرال غاملان فتم ارسال حملة كبيرة بقيادة الجنرال اندريا استولت على السويداء و سيطرت على شهبا و صلخد و منطقة اللجاة
ضغطت فرنسة على انكلترا لوقف مساعدة الثوار عن طريق الاردن و تسليم الملتجئين اليه من السوريين و على اثر ذلك اضطر سلطان الاطرش الى مغادرة الاردن و الالتجاء الى وادي السرحان شمالي الحجاز و بقي هناك حتى صدور العفو عنه و كذلك غادر الدكتور الشهبندر الاردن ايضا
استمرت المعارك في دمشق و الغوطة و دمر الفرنسيون عشرات القرى و استشهد حسن الخراط بكمين نصب له في حي الشاغور
ثم ضعفت الثورة امام التضييق الاقتصادي و العسكري عليها و اضطر بعض قادتها للالتجاء الى الاردن مثل سعيد العاص و استشهد بعضهم مثل الامير عز الدين الجزائري عام 1927م و توقفت اعمال الثوار لتبدا صفحة من الكفاح السياسي
6- اشرح الأزمة بين سوريا و فرنسا بشأن الدستور و كيف انتهت ؟
اتمت اللجنة المكلفة بوضع مشروع الدستور مهمتها فجاء الدستور مؤلفا من 115 مادة اهمها ان سورية وحدة طبيعية لا تتجزا نظامها جمهوري برلماني و السلطة التشريعية بيد مجلس واحد و السلطة التنفيذية بيد رئيس الجمهورية يساعده مجلس وزراء و الوزارة مسؤولة امام البرلمان و الحكومة مسؤولة عن التمثيل الخارجي و تاسيس جيش البلاد
اعترض بونسو على ست مواد و طلب حذفها من الدستور و تتعلق هذه المواد بوحدة سورية و تنظيم الجيش و صلاحيات رئيس هورية و رفضت الجمعية التاسيسية اعتراض بونسو الذي امر بتعطيل الجمعية لمدة ثلاثة اشهر ثم اغلقها لاجل غير مسمى
و على اثر ذلك حدثت اضطرابات في البلاد زاد في عنفها سوء الاوضاع الاقتصادية بتاثير الازمة الاقتصادية العالمية مما دفع بونسو الى اعلان الدستور عام 1930 م بعد اضافة المادة 116 التي تنص على وقف العمل بكل مادة تتعارض مع صلاحيات الدولة المنتدبة
رفضت الكتلة الوطنية هذا الاجراء و كثرت المظاهرات ثم اعلن بونسو عن اجراء انتخابات عامة لمجلس نيابي عام 1931م و تدخلت فيها السلطات الفرنسية لانجاح بعض العناصر المتعاونة معها و اجتمع مجلس النواب عام 1932 م و انتخب محمد علي العابد اول رئيس للجمهورية و الف حقي العظم الوزارة و فيها وزيران من الكتلة الوطنية
ماطل بونسو و تراجع عن وعوده بعقد معاهدة مع سورية مماثلة للمعاهدة العراقية الانكليزية عام 1930م فاستقال وزير الكتلة الوطنية كما ظهرت نوايا بونسو في لبنان حيث علق الدستور و اعده الى الحكم الفرنسي المباشر
و نتيجة لفشل بونسو في سياسته استدعي الى فرنسة و جاء بديله دومارتيل عام 1933م
___________________________-
الدرس السادس و الثلاثون
الانتداب الفرنسي على سورية ( 3 )
خامسا – سورية حتى عام 1939م :
أ- الاضراب الستيني : تقدم دومارتيل بمشروع معاهدة لايحقق الامال الوطنية لذلك رفضته اكثرية اعضاء المجلس النيابي فعمد دومارتيل الى تعطيل اعمال المجلس و قامت مظاهرات شاركت النساء بها و كثرت الاصطدامات فاقال المفوض السامي حكومة حقي العظم و كلف تاج الدين الحسني بتشكيل وزارة جديدة تفجرت ضدها الحركة الوطنية و انتهت الى اضراب عام بدا من مدينة حلب اثناء الاحتفال بذكرى مرور اربعين يوما على وفاة ابراهيم هنانو فقامت قوات الامن بمهاجمة مكاتب الكتلة الوطنية و اغلقتها و لاحقت اعضائها فاضربت حلب و تبعتها بقية المدن السورية حتى شمل الاضراب كل المدن السورية و قراها عام 1936م استمر الاضراب ستين يوما و تشكلت لجان لتنظيم الاضراب و تامين استمراره
اضطر دومارتيل امام صمود الحركة الوطنية الى عزل حكومة تاج الدين الحسني و اعلن عن استعداده لاطلاق سراح المعتقلين و الدخول في مفاوضات مع الوطنيين لعقد معاهدة على اساس الاعتراف بوحدة سورية و استقلالها و قد اعلن الوطنيون اعتمادا على هذا الوعد انهاء الاضراب و تشكل وفد كان معظم اعضاءه من الكتلة الوطنية برئاسة هاشم الاتاسي للسفر الى باريس لاجراء مفاوضات مع الحكومة الفرنسية
ب- مشروع معاهدة عام 1936م :
ت- لقد توافرت مجموعة من العوامل ساعدت على نجاح المفاوضات لعقد مشروع معاهدة بين سورية و فرنسة و اهمها :
1- صمود سورية و استمرار ثوراتها و مقاومتها ضد نظام الانتداب
2- 2- الاحتجاجات ضد خرق فرنسة لنظام الانتداب
3- 3- تعاطف الصحافة و الراي العام مع سورية ضد اعمال فرنسة
4- 4- عقد انكلترا معاهدة عام 1930م مع العراق مما جعلها قدوة في هذا السبيل
5- 5- نجاح الجبهة الشعبية في الانتخابات الفرنسية برئاسة زعيم الاشتراكيين ليون بلوم و توصل الطرفان الى وضع مشروع المعاهدة و من بنوده :
6- 1- استقلال سورية استقلالا تاما
7- 2- اقامة علاقات سلم و صداقة بين الدولتين
8- 3- تتشاور الدولتان بالسيسة الخارجية و تعيين كل منهما من يمثلها لدى الدولة الاخرى
9- 4- تنقل الى الحكومة السورية جميع الحقوق و العقود و المعاهدات التي ابرمتها فرنسة باسم سورية
10- 5- تتشاور الدولتان لحل ايي خلاف ينشا بين سورية و دولة اخرى بحله سلميا
11- 6- في حال نشوب حرب تتعاون الدولتان لحليفتين و تكون مساعدة سورية لفرنسة بوضع مواصلاتها تحت تصرفها
12- 7- تتحمل سورية مسؤولية حفظ النظام و الدفاع عن البلاد و تقدم فرنسة مساعدة عسكرية لسورية حسب ملحق عسكري بالمعاهدة
13- 8- مدة المعاهدة 25 سنة و يمكن تعديلها بناء على طلب من احدى الدولتين و بعد مرور عشرين سنة على تطبيقها
14- 9- تحدد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات توضع المعاهدة بعدها موضع التنفيذ
15- و قد الحق بالمعاهدة ملحق عسكري تعهدت بموجبه سورية بتقديم قاعدتين جويتين لفرنسة هما المزة في دمشق و النيرب في حلب خلال مدة المعاهدة و تقديم منطقتين لبقاء الجنود الفرنسيين في اللاذقية و جبل العرب لمدة 5 سنوات
16- كما الحق بالمعاهدة كتاب يقضي بضم حكومتي اللاذقية و جبل العرب الى سورية
17- - قيام الحكم الوطني الاول في سورية :
استقبلت سورية وفدها العائد من باريس استقبالا عظيما لحمله معاهدة تخطو بالبلاد خطوة نحو الاستقلال و اعلن المفوض السامي ضم اللاذقية و جبل العرب الى سورية
و جرت انتخابات لمجلس نيابي جديد اجتمع في كانون الاول عام 1936م حيث نجحت فيه الاكثرية الوطنية – من اعضاء الكتلة الوطنية – فاستقالت حكومة محمد علي العابد و انتخب المجلس هاشم الاتاسي رئيسا للجمهورية و هو رئيس الكتلة الوطنية و تالفت وزارة وطنية برئاسة جميل مردم و صادق المجلس النيابي على المعاهدة و بدات الحكومة بممارسة صلاحيات السيادة و الاستقلال و قد فوجئت سورية بتراجع فرنسة عن موقفها تجاه المعاهدة و كانت العناصر العسكرية و الاستعمارية قد تغلبت فيها بعد سقوط ليون بلوم الاشتراكية و رفض الفرنسيون في سورية تسليم الصلاحيات الى الحكومة السورية كما طالبت تركية في هذه الفترة بلواء اسكندرون و كانت فرنسة تريد ان تقف تركية الى جانبها ضد التحالف الالماني – الايطالي في وقت قويت فيه توقعات حرب واسعة النطاق
في مطلع العام 1939م ارسلت فرنسة مفوضا ساميا جديدا الى سورية هو ( دبرييل بيو ) الذي اعلن عدول الحكومة الفرنسية عن معاهدة 1936م و العودة الى نظام الانتداب فاستقالت الحكومة السورية و رئيس الجمهورية فتدخ ( بيو ) مباشرة فشكل حكومة جديدة برئاسة بهيج الخطيب باسم حكومة المديرين و عاد فصل اللاذقية و جبل العرب عن سورية و مارس سياسة القمع و الارهاب و خنق الحريات و لاحق الوطنيين ووسط هذا الجو بدات الحرب العالمية الثانية في ايلول عام 1939 م
الاتجاهات و الاحزاب السياسية في سورية :
نميز في سورية الاتجاهات و الاحزاب التالية :
1- حزب الشعب السوري : اسسه الدكتور عبد الرحمن الشهبندر عام 1925م و انضم معظم اعضاءه فيما بعد الى الكتلة الوطنية
2- الكتلة الوطنية ك ضمت معظم الشخصيات الوطنية التي شاركت في مقاومة الانتداب و عملت لتحقيق الاستقلال ثم انشقت الى حزبين في الاربعينات هما الحزب الوطني و حزب الشعب
3- الحزب الشيوعي : تاسس عام 1924 م و كان يعمل سرا لانه لم يرخص له رسميا و اتبع سياسة بعيدة عن الاتجاه القومي
4- الاخوان المسلمون : و قد انتقل تنظيمهم من مصر الى سورية
5- عصبة العمل القومي ك من ابرز رجالها الدكتور عبد الرحمن الشهبندر و زكي الارسوزي كان شعارعها ( بلاد العرب للعرب و كانت ذات منهج قومي اصلاحي و قد لاحقت فرنسا اعضاءها و انضم كثير منهم الى حركة البعث
6- حركة نصرة العراق : و قد ضمت الشباب القوميين لنصرة ثورة رشيد عالي الكيلاي عام 1941م في العراق
7- حركة البعث ك حركة قومية بدات بشكل فكري منذ عام 1943 م ثم تحولت الى حزب سياسي في 7 نيسان عام 1947م ووقف العضاءها ضد الديكتاتوريات العسكرية و في عام 1953م تم توحيد حزب البعث العربي مع الحزب العربي الاشتراكي في حزب واحد حمل اسم حزب البعث العربي الاشتراكي
أسئلة الدرس 36
1- علل قيام الإضراب الستيني في سوريا ؟
الاضراب الستيني : تقدم دومارتيل بمشروع معاهدة لايحقق الامال الوطنية لذلك رفضته اكثرية اعضاء المجلس النيابي فعمد دومارتيل الى تعطيل اعمال المجلس و قامت مظاهرات شاركت النساء بها و كثرت الاصطدامات فاقال المفوض السامي حكومة حقي العظم و كلف تاج الدين الحسني بتشكيل وزارة جديدة تفجرت ضدها الحركة الوطنية و انتهت الى اضراب عام بدا من مدينة حلب اثناء الاحتفال بذكرى مرور اربعين يوما على وفاة ابراهيم هنانو فقامت قوات الامن بمهاجمة مكاتب الكتلة الوطنية و اغلقتها و لاحقت اعضائها فاضربت حلب و تبعتها بقية المدن السورية حتى شمل الاضراب كل المدن السورية و قراها عام 1936م استمر الاضراب ستين يوما
2- ما العوامل التي ساعدت على نجاح المفاوضات التي أدت لعقد مشروع معاهدة 1936م؟
لقد توافرت مجموعة من العوامل ساعدت على نجاح المفاوضات لعقد مشروع معاهدة بين سورية و فرنسة و اهمها :
صمود سورية و استمرار ثوراتها و مقاومتها ضد نظام الانتداب
الاحتجاجات ضد خرق فرنسة لنظام الانتداب
تعاطف الصحافة و الراي العام مع سورية ضد اعمال فرنسة
عقد انكلترا معاهدة عام 1930م مع العراق مما جعلها قدوة في هذا السبيل
نجاح الجبهة الشعبية في الانتخابات الفرنسية برئاسة زعيم الاشتراكيين ليون بلوم
3-بين أبرز الاتجاهات السياسية في سورية بعد الاستقلال ؟
حزب الشعب السوري - الكتلة الوطنية - الحزب الشيوعي - الاخوان المسلمون - عصبة العمل القومي - حركة نصرة العراق - حركة البعث