السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
يقال: فلان واسع الأفق، إذا كان كثير الاطلاع وافر الخبرة. كما يقال: ضيق الأفق.
جاء في المعجم الكبير عن عالم اللغة ابن فارس، الهمزة والفاء والقاف أصل واحد، يدل على تباعد ما بين أطراف الشيء واتساعه، وعلى بلوغ النهاية.
يقال: أفَق يأفق أفْقا: ذهب في الآفاق وأفق الرجلُ: بلغ غاية العلم والخير. قالى الأعشى يذكر عمرو بن هند:
آفقا يجبى إليه خرْجُه ..........كل ما بين عُمان فَمَلحْ
(مَلَح: من بلاد جعدة باليمامة)
ومن معاني أَفَق: كذب
وأفق في العطاء: فضّل، فأعطى بعضا أكثر من بعض.
وأفَق على فلان: أحسن إليه وأفضل.
قال الكميت:
الفاتقون الراتقون الآفقون على المعاشر.
ويقال: أفق يأفَق أفقا: ذهب فى الآفاق.
والآفق: من بلغ غاية العلم والخير.
قال أبو النجم:
بين أب ضخم، وخال آفق .........بين المصلى، والجواد السابق
ويقال: فرس آفق، وبعير آفق: إذا كان رائعا كريما.
ويقال: تأفق بفلان: أتاه من أفق، أي من ناحية.
وتأفق به: وألم به، قال أبووجزة يزيد بن عبيد السُّلمي السعدي:
ألا طرقت سعدى فكيف تأفقتْ ..........بنا، وهي ميسان الليالي كسولها
(ميسان أي نؤوم)
والأفاق: الضارب في آفاق الأرض مكتسبا.
وفي كلام لقمان بن عاد حين وصف أخاه، فقال: صفاق أفاق.
والأُفُق والأُفْق: الناحية من الأرض أو السماء.
وفي القرآن الكريم: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم. (سورة فصلت الآية الثالثة والخمسون).
وقال العباس بن عبدالمطلب يمدح الرسول الكريم:
وأنت لما ولدت أشرقت الأرضُ،.......... وضاءت بنورك الأُفقُ
وقال جرير يمدح سليمان بن عبدالملك:
تزول الراسيات بكل أفق ........ ومجدك لا يهد ولا يزولُ
وقال الفرزدق:
أخذنا بآفاق السماء عليهمو ...... لنَا بردّها من دونهم وبحورها
والأُفق من الخيل: الرائع .. ويطلق على المذكر والمؤنث.
قال عمرو بن قنعاس المرادي:
أرجل لمتي وأجر ذَيْلي ....... وتحملُ بزتي أفق كُميْتُ
والأفق فى الفلك: دائرة عظيمة، تقسم الكرة إلى شطر أعلى، وشطر أسفل، فهو منتهى ما تراه العين من الأرض كأنما التقت عنده بالسماء.
والأفق الأعلى في لغة الصوفية: نهاية مقام الروح، والأفق المبين: نهاية مقام القلب.
والأفقية: القربة أو الشقاء من جلد.
وهي أيضا: الداهية المفكرة. والجمع: أُفُقٌ.
شاعر يتحدث عن شاعر
أما الشاعر الأول فهو نزار قباني، الذي ينافس نثره شعره جمالا وإبداعا وروعة تعبير، يقول عن الشاعر اللبناني الأخطل الصغير بشارة الخوري كاشفا عن أسرار شاعريته وينابيع إبداعه، وعن منزلته من نفسه:
كان الأخطل الصغير بستانا ونهرا كبيرا.
وبيدر قمح في حياة الشعر العربى.
والبساتين التي من نوع بشارة الخوري لا تقفل أبوابهـا بموت أصحابها.
بدليل أننا نحن شعراء الأربعينيات والخمسينيات لا نزال نقطف الورد والتفاح والنجوم من الشجر الذي زرعه بشارة الخوري، وبالنسبة لي كأن بشارة الخوري معلما كبيرا، فلقد تعلمت منه الطراوة والطلاوة وطريقته المدهـشة في مزج الإيقاعات والألوان.
ثم يقول نزار قباني:
إن بشارة الخوري لم ينحسر عن الشعر العربي الحديث أبدا.
فهو موجود في كل دفاترنا وكل كتاباتنا ومخبوء في أوتار حناجرنا، إن صوته يسكن في كلامنا وأبجدياتنا كما يسكن النغم في قصب الربابة، وكما تسكن المياه في عروق الصخر، وكما يسكن الكحل في عيون الجميلات، هذا الرجل جعل الزمن الشعري العربي زمنا أخضر.
وحول القصيدة العربية إلى مروحة ونول حرير وبكلمة موجزة:
إن الشعر العربي لا يزال يصطاف في قصائد بشارة الخوري ويستحم في جداول كلماته الصافية.